Spaces:
Running
انهاء الحرب على غزة
بعد سنوات من الدمار والمعاناة، تلوح في الأفق بارقة أمل طال انتظارها. في خطوة وُصفت بالتاريخية، أعلنت إسرائيل وحركة حماس، برعاية مصرية وبدعم أمريكي، عن التوصل إلى اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، إيذانًا ببدء المرحلة الأولى من خطة سلام شاملة تهدف إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ عامين.
الاتفاق، الذي تم توقيعه في القاهرة، يتضمن 20 بندًا، أبرزها وقف فوري لإطلاق النار، وفتح المعابر الإنسانية، والإفراج عن عدد من الرهائن، والبدء في إعادة إعمار ما دمرته الحرب. وقد وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذه الخطوة بأنها "حدث تاريخي وغير مسبوق"، فيما رحبت بها أطراف دولية عديدة، معتبرة إياها فرصة نادرة لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
لكن، وعلى الرغم من الأمل الذي يحمله هذا الاتفاق، إلا أن الطريق إلى سلام دائم لا يزال محفوفًا بالتحديات. فهناك قضايا شائكة لم تُحسم بعد، مثل مستقبل سلاح المقاومة، وإعادة إعمار غزة، وضمانات عدم تكرار التصعيد. كما أن الانقسام الفلسطيني الداخلي، والضغوط السياسية داخل إسرائيل، يشكلان عقبات حقيقية أمام تنفيذ الاتفاق بالكامل.
من جهة أخرى، فإن الشارع الغزي، الذي أنهكته الحرب والحصار، يتطلع إلى حياة كريمة، وإلى مستقبل لا تلوّنه الدماء والدخان. الأطفال الذين كبروا على أصوات القصف، والنساء اللواتي فقدن أبناءهن، والشباب الذين حُرموا من أبسط حقوقهم... جميعهم ينتظرون أن تتحول هذه الهدنة إلى سلام دائم.
إن إنهاء الحرب على غزة ليس فقط قرارًا سياسيًا، بل هو مسؤولية إنسانية وأخلاقية. فكل يوم يمر دون حل، هو يوم آخر من المعاناة والدمار. والمطلوب اليوم هو إرادة حقيقية من جميع الأطراف، ودعم دولي صادق، لإعادة بناء ما تهدم، وفتح صفحة جديدة من التعايش والكرامة.
فلنرفع الصوت عاليًا: كفى حربًا، كفى دمارًا. آن الأوان أن تعود غزة إلى الحياة، وأن يعيش أهلها بسلام، كما يستحقون.